نسب المديونية: تعريفها واهميتها في تحليل الوضع المالي للشركة

نسب المديونية تعد من أكثر النسب التي يحتاج المستثمرين إلى التعرف عليها عند الرغبة في الاستثمار في الشركة، حيث إنها تساعد على تحديد موقف الشركة المالي سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل، كما تساعد على تحديد المخاطر التي يمكن أن تتعرض لها الشركة في المستقبل لكثرة الديون. وتعد من أكثر النسب التي تمثل أهمية كبيرة للمؤسسة عند الرغبة في الحصول على تمويل من أحد الجهات الخارجية، حيث تساعد على التعرف على مدى قدرة على تمويل مشروعاتها باستخدام الدين، كما إن نسبة المديونية لها أهمية كبيرة في استكمال المشروعات الاستثمارية للمؤسسة لذا نتطرق في هذه المقالة الى تحليل نسب المديونية والتعرف على مزاياها وعيوبها وخطوات حسابها. 

تعريف نسب المديونية

نسب المديونية هي مؤشرات مالية تستخدم لتقييم مستوى الديون في الشركة مقارنة بأصولها أو حقوق الملكية.  تساعد نسب المديونية في عمل مقارنة بين الأشياء المطلوب من الشركة تنفيذها ورأس المال المتوفر لديها، أيضًا تمنح الشركة القدرة على قياس مدى قدرتها على تلبية التزاماتها النقدية، كما أنها توضح للمؤسسة مدى اعتمادها على التمويل والاقتراض والتي تساعد على زيادة أرباح الشركة مع العمل على تخفيض القروض.

نسبة الديون المرتفعة وعلى ماذا تدل:

نسبة المديونية المرتفعة تعد من أكثر المؤشرات إلى إن الشركة عاجزة عن تسديد الديون التي عليها في الموعد المتفق عليه، نظرًا؛ لأن الشركة تعمل على اقتراض الكثير من الأموال لكي تستطيع استكمال أعمالها التشغيلية، كما تشير إلى عدم توافر أصول الشركة التي تغطي جميع ديون الشركة، وبالتالي تجد أن موارد الشركة المالية في المنطقة الخطر، حيث أن نسبة ديونها تتجاوز 1.

نسبة الديون المنخفضة وعلى ماذا تدل:

تشير نسبة الديون المنخفضة إلى أن الشركة لديها أصول أكثر من حجم ديونها، كما تشير إلى أن رأس مال الشركة كبير ويستطيع أن يغطي ديون الشركة، وبالتالي لا يتطلب من الشركة الحصول على أي قروض للقيام بالأعمال المطلوبة منها، أي أن نسبة ديون الشركة أقل من 1.

نسبة الديون المتوسطة وعلى ماذا تدل:

تدل نسبة الديون المتوسطة على أن نسبة الديون لا تقل ولا تزيد عن نسبة أصول الشركة، ولكن لكي تتمكن الشركة من تسديد جميع ديونها لابد من أن تقوم بالتصرف في أصولها عن طريق بيعها، وبالتالي تجد أن نسبة ديون الشركة تساوي 1.

انواع نسب المديونية

يوجد أنواع متعددة من نسب المديونية التي تمنح للمستثمرين الفرصة على التعرف على مدى استقرار أحوال الشركة المالية، ومن أنواع نسب المديونية الآتي:

1- نسب تغطية الفائدة

تساعد هذه النسبة الشركة على تحديد موقفها المالي ومدى قدرتها على تسديد قيمة الفوائد الخاصة بالأموال التي اقترضتها الشركة من الخارج، حيث تقوم بتسديد هذه الفوائد باستخدام نسبة الأرباح التي تنتج عن الأعمال الاستثمارية للشركة، وذلك عن طريق استخدام المعادلة الآتية:

نسبة تغطية الفائدة تساوي صافي الأرباح قبل خصم قيمة الضريبة أو الفوائد ÷ مصروفات الفائدة.

2- نسبة تغطية الرسوم الثابتة

تبين هذه النسبة عدد المرات التي تستطيع الشركة فيها أن تسدد كافة الالتزامات الشهرية المطلوبة منها، ويعد من بينها تسديد رواتب الموظفين وقيمة الإيجار الشهرية، والتي تساعد على التعرف على مدى قدرة الشركة من الناحية الائتمانية، ويتم حسابها من خلال المعادلة الآتية:

تغطية الرسوم الثابتة تساوي قيمة الأرباح قبل خصم الضرائب وقيمة الرسوم الثابتة ÷ الرسوم الثابتة.

3- نسبة الديون إلى إجمالي الأصول

تؤثر نسبة الديون القصيرة الأجل والطويلة على أصول الشركة، وبالتالي يتم حساب الديون كنسبة مئوية من إجمالي أصول الشركة، لذلك في حالة أن الديون تمثل 100% يشير إلى أن الأصول أقل من قيمة الديون والعكس، تحسب نسبة الديون عن طريق المعادلة التالية:

 إجمالي الديون ÷ اجمالى الأصول.

4- نسبة تغطية خدمة الدين

تساعد هذه النسبة على تحديد ما إذا كانت الشركة قادرة على تسديد الديون المستحقة عليها مع نسبة من الفائدة في نفس الوقت، وذلك عن طريق استخدام الأرباح التي حققتها الشركة من المبيعات، وبالتالي كلما كانت نسبة خدمة الدين عالية ساعد الشركة على تسديد الالتزامات النقدية، حيث أن نسبة تغطية خدمة الدين تساوي قيمة التدفق المالي من استثمارات الشركة ÷ إجمالي الديون.

5- نسبة الدين إلى حقوق الملكية

تعبر نسبة الدين إلى حقوق الملكية عن قدرتها على تمويل الأصول، وتتمثل حقوق الملكية في احتياطي الشركة ورأس المال وقيمة الأرباح المحتجزة، حيث أن نسبة الديون إلى حقوق الملكية تساوي قيمة الديون ÷ حقوق الملكية.

6- نسبة الديون إلى حقوق المساهمين

تعبر هذه النسبة عن إجمالي الديون قصيرة وطويلة الأجل التي منحها المساهمين للشركة، وهي التي تعبر عن قيمة رأس المال الذي يتم استثماره بالشركة وقيمة الديون، فكلما كانت الديون أكبر من قيمة رأس المال زادت احتمالات تعرض الشركة للمخاطر نتيجة زيادة الاقتراض، وبالتالي تصبح الشركة أكثر عرضه للإفلاس، تحسب هذه النسبة عن طريق قسمة إجمالي الديون على حقوق المساهمين.

7- نسبة هيكل رأس المال

هيكل رأس المال هو عبارة عن تمويل الشركة عن طريق الأسهم أو الاقتراض من البنك أو عن طريق حقوق الملكية، ولكن في حالة تمويلها عن طريق الخصوم أو الديون لذا تصبح الشركة إلى خدمة الدين باستخدام الفوائد، تصبح نسبة هيكل رأس المال تساوي قيمة الديون طويلة الأجل ÷ مصادر التمويل والأسهم وحقوق المساهمين.

خطوات حساب نسب المديونية

تعتبر نسبة المديونية من أكثر الأمور التي تساعد على التعرف على مركز الشركة المالي، لذلك لابد من حساب نسبة المديونية بطريقة دقيقة وذلك عن طريق اتباع الخطوات التالية:

1- تحديد إجمالي الديون

يجب العمل على تحديد قيمة الديون بمختلف أنواعها القصيرة أو طويلة الأجل، وتتمثل هذه الديون في قيمة الفواتير والرواتب ومختلف الديون والمرافق وكذلك البطاقات الائتمانية.

2- تحديد إجمالي الأصول

التعرف على أصول الشركة يتطلب الرجوع إلى كافة السجلات المحاسبية الخاصة بالشركة وكذلك الاطلاع على الميزانية العمومية، وتتمثل الديون في القيم المدينة وكذلك المخزون.

3- حساب نسبة المديونية

يمكن التعرف على نسبة المديونية من خلال قسمة نسبة الخصوم على إجمالي قيمة الأصول، ولكن لابد من الانتباه إلى أن نسبة المديونية تختلف باختلاف النشاط الذي تمارسه الشركة.

مزايا نسب المديونية

التعرف على نسب المديونية يساعد الشركة على الحصول على الكثير من المميزات، منها تساعد المستثمر على تحديد ما إذا كان يمكنه الاستثمار في الشركة أم لا، وذلك عن طريق التعرف على أصول وخصوم الشركة، تتيح لإدارة الشركة تحديد هل يمكن التوسع في أعمال الشركة أم لا ومدى قدرتها على تسديد ديونها من عدمه.

كما تعمل على تحديد هل تستطيع الشركة ان تحصل على تمويل من الخارج لتغطية أعمالها، بالإضافة إلى أنها تساعد على تحديد المخاطر التي يمكن أن تعترض الشركة والعمل على وضع سياسة ناجحة لمواجهتها، أيضًا تسمح للمقرضين تحديد موقف الشركة عند الاقتراض وهل بإمكانها تسديد هذه الديون أم لا.

عيوب نسب المديونية

تعد من أكثر العيوب التي يمكن التعرض لها من خلال نسبة المديونية هي عدم تقييم الشركة بطريقة دقيقة، حيث أنها قد تشير إلى دخول الشركة في أزمة مالية كبيرة جدًا ولكن في الواقع لم يكن وضع الشركة المالي خطير لهذه الدرجة، في بعض الأوقات لا توضح الشروط التي أدت إلى الاقتراض وأنواع الديون المستحقة على الشركة.

كما أنها لا تنظر إلى أرباح الشركة، بل تعتمد على الأصول عند تقييم وضع الشركة المالي، أيضًا تختلف نسب المديونية باختلاف نشاط الشركات، كما أنها لا تنظر إلى المكسب المادي الذي تحققه القروض في المستقبل وتكتفي بنتائج القرض في الوقت الحالي.